في هدوء الربض الجنوبي للمدينة العتيقة
يختبىء نهج الغني وكأنه يريد أن يحتفظ بأسراره وبحكايات العائلة العريقة التي استقرت
فيه وامتلكت مبان فخمة . لم يكن النهج يحمل تسميته الحالية فهو في الأصل كان يسمى
نهج مسيد القبة نسبة إلى المسجد الصغير الذي تتلمذ فيه العلامة عبد الرحمان بن
خلدون وكان يسكن على بعد عشرات الأمتار في البيت الذي يحمل رقم 33 بنهج تربة
الباي.
صار النهج ينسب إلى العائلة الصفاقسية الغنية
، عائلة الجلولي وتحديدا إلى محمود الجلولي العضد الأيمن لحمودة باشا الحسيني فهذه
الشخصية المخزنية سوف تشترى كامل النهج تقريبا لتبني فيه قصورا ومخازن واسطبلات
وسوف تتوارث فروع العائلة هذا المكان حتى فترة متأخرة.
هكذا أصبح النهج موسوما بسمة العائلة الغنية
فلم يسم مطلقا بنهج الجلولي لا بل إن البعض مازال الى الآن يسميه نهج مسيد القبة
لكن أيا كانت التسمية فإن في هذا الدرب العتيق جمالا خفيا يلمسه كل العابرين فيه
من أبناء المنطقة أو من الغرباء الفضوليين.