السقيفة الكحلة أيقونة المهدية

شاهدا حيا على حكايات المدينة القديمة وأمجادها وانكسارتها تقف السقيفة الكحلة بالمهدية إلى الآن ...بهندستها المميزة ودربها الحالك وأسرارها المخفية تظل مثل أحجية مستعصية لكنها في كل الأحوال أيقونة المهدية.

لا تذكر المراجع التاريخية المختلفة تاريخا محددا لاستكمال بناء السقيفة الكحلة المسماة كذلك لشدة ظلمتها سوى أنها شيدت بين 303 و308 هـ تاريخ بناء المهدية لكن الأرجح أنها بنيت في العام الاخير (920 م) اذ هي المدخل الرئيسي المؤدي الى المدينة التي استقر بها المهدي وحاشيته وجنوده وهي حلقة الربط مع زويلة حيث يقيم العامة أما حاليا فهي المدخل الى برج الرأس ورأس افريقيا أو الى المنطقة التاريخية القديمة.



السقيفة تتخذ شكل برج عسكري منيع علوه 18 مترا وعرضه 12 مترا وأما الممر الداخلي فهو بطول 33 مترا وكان هذا الفضاء محروسا دائما بالجنود وبه 6 أبواب حديدية فيما كان خندق يفصل بين المدينة الأميرية ومدينة الرعية وقد خضع هذا البرج الى بعض التغيير من قبل العثمانيين (أواسط القرن 16) ليتلاءم مع استعمال المدفعية.

باب الفتوح الفاطمية أو باب زويلة هو إذن سمة المهدية العتيقة التي تكالبت عليها الأزمات والغزوات وهو الشاهد الحيّ على صمودها الأسطوري في وجه البدع المضللة والفتن الدموية والبربرية الاسبانية التي حولتها الى "مدينة للفئران" كما يقول أحمد خواجة في دراسته (دیار المدینة العتیقة بالمھدیة: من الدار "التقلیدیّة" إلى توافد الفئات المرفھة واكتساحھا للمدینة النواة). 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال