صورة تتكلم ...نهج عبة حراس الحفصيين


كنوزنا - ياسين بن سعد

قصص كثيرة ترتبط بنهج عبة وهو أحد أقدم أنهج مدينة تونس التاريخية لكن الثابت أنه كان طيلة تاريخه مستقر الحاشية السلطانية في العهد الحفصي خصوصا قبل أن تتوسع أرباض المدينة ويأتي الأتراك والأندلسيون إلى هذه المنطقة التي كانت قلب الحكم في تونس .

كان النهج في الأساس لسكنى جند الحراسة الخاصة بالسلاطين الحفصيين وهم من المسيحيين المستقدمين خصيصا من الأندلس وها هو روبار برونشفيك يخبرنا في مؤلفه الضخم عن تاريخ الدولة الحفصية عن هؤلاء الجند المسلحين بالسيوف والدروع والذين يخرجون مع السلطان في المناسبات والمهمات الرسمية رافعين رايته البيضاء فيقول " لقد رأينا كيف كان جند الخيالة من النصارى القادمين كلهم تقريبا من شبه الجزيرة الإيبيرية أو من إيطاليا وكيف كانوا متمسكين بديانتهم عبر العصور وقد كانوا يسكنون في ربض من أرباض العاصمة وكانوا يتولون حراسة السلطان"

لقد تولى هؤلاء الجنود المحترفون إلى غاية القرن السادس عشر على الأقل حماية الحكم الحفصي وهم قد عوضوا تماما الحراسات التي أتى بها الحفصيون الأوائل من الأندلس والمغرب وكذلك المماليك الأتراك الذين كانوا في خدمة أبي زكريا وكان عددهم يناهز الألف ومع أننا لا نجد آثارا لهؤلاء على خلاف ما تركه الإنكشاريون العثمانيون فإن وجودهم في هذه البقعة من المدينة يبدو مؤكدأ.

بعيدا عن هذه القصة التاريخية يظل نهج عبة نهجا مهما في خارطة المدينة فهو حلقة وصل تؤدي إلى الأحياء الغربية وإلى مجموعة من المعالم والأنهج القريبة من باب المنارة و من أبرزها حمام الدولاتلي ونهج الغني ونهج سيدي يعقوب ونهج المناطقي والحدادين وكذلك من الحي الأندلسي وبطحاء الجنرال وجامع القصر وغيرها من المعالم.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال