الشواشية ...سوق المليون شاشية



مجاورا لقصر حمودة باشا ، قصر الحكومة حاليا ولأشهر وأهم الأسواق في المدينة العتيقة هو سوق الشواشية الذي يرتبط تاريخ إنشائه بتاريخ الحقبة التأسيسية للفضاء التجاري في الحاضرة التونسية وفي هذا السياق يقول مؤرخنا الكبير الباجي بن مامي أن الشواشية يرجع وجوده إلى القرن الثالث عشر تاريخ تأسيس الأسواق الحفصية ودخول الشاشية إلى تونس من بوابة القيروان. والأقرب إلى الظن أن هذا الجانب من الأسواق كان فيه السوق الحفصي دون أن تتوفر معطيات دقيقة حول النشاط الذي كان يجري به في تلك الفترة وإن كان عبد العزيز الدولاتلي يذكر أن سوق القماش وقتها كان قبالة زاوية سيدي بن عروس أي في المكان الذي فيه سوق الشواشية الصغير حاليا.

عرف سوق الشواشية أوج ازدهاره خلال فترة حكم حمودة باشا الحسيني الذي جعل من تصدير الشاشية إلى بلدان الشرق والغرب وإفريقيا تجارة رابحة للإيالة التونسية ، ونتيجة لهذا الإزدهار تزايد عدد الحرفيين ليناهز الـ 50 ألفا خلال القرن الثامن عشر ويبلغ إنتاج الشاشية المليون قطعة سنويا تفنن الموريسكيون الذين أرسوا قواعد هذه المهنة في تشكيلها وتحديد ألوانها ووجهاتها.

سوف تستأثر بعض العائلات بتجارة الشاشية على غرار السنوسي والزاوية والخلصي والأخوة والعبّاسي وبن مامي والرصّاع والجزيري لكن فترة الإزدهار لم تم طويلا فبحلول القرن التاسع عشر شهدت صناعة الشاشية تراجعا كبيرا لتصبح السوق في وقتنا الحالي مقتصرة على عدد من المحلات الموزعة بين السّوقين الصغير والكبير.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال